«مناورات استراتيجية» قاذفات بي-2 تصل إلى قاعدة غوام لتعزيز الدفاعات الأمريكية

الولايات المتحدة ترسل قاذفات بي-2 إلى قاعدة غوام في خطوة تعد مثيرة للجدل والاهتمام، تعتزم الولايات المتحدة نقل قاذفات “بي-2” إلى جزيرة غوام التي تقع في المحيط الهادئ، ومع تصاعد التوترات في مناطق مختلفة من العالم تبرز أهمية هذه الخطوة، وقد تحمل معها دلالات استراتيجية جديدة في السياسة الدفاعية الأمريكية، وتساؤلات عدة حول الأهداف الحقيقية وراء هذه الإجراءات، وفيما إذا كانت ترتبط بمواقف دولية معينة تستوجب الاتحاد والتنسيق مع حلفاء الولايات المتحدة

الترتيبات العسكرية الأمريكية ونقل بي-2 إلى غوام

في ظل التغيرات السياسية والمواجهات العالمية المستمرة تهتم واشنطن بتعزيز قدرتها العسكرية والدفاعية وذلك عبر خطوات استراتيجية متعددة، مثل نقل القاذفات “بي-2” إلى قاعدة غوام، فهذه الطائرات تظهر قدرة عسكرية فائقة في التعامل مع التهديدات الكبرى، مثل التهديدات النووية، وذلك بفضل قدرتها الفريدة في حمل قنابل GBU-57 الخارقة، ويعتبر هذا النوع من القنابل الأداة المثلى لاستهداف البنى التحتية تحت الأرض بشكل دقيق، ويثير هذا العمل تكهنات حول عزم الولايات المتحدة على الاستعداد لأي تصعيد محتمل

التوازنات الجيوسياسية ودور غوام الاستراتيجي

تعد جزيرة غوام موقعاً استراتيجياً متميزاً في المحيط الهادئ مما يجعلها قاعدة هامة للقوات الأمريكية، ومن شأن التواجد العسكري هناك أن يعزز النفوذ الأمريكي في منطقتي آسيا والمحيط الهادئ، ويتيح للولايات المتحدة توظيف قدراتها للتصدي لأي تهديدات محتملة، ومن الجدير بالذكر أن غوام تقع في موقع يسمح بالتحرك السريع نحو نقاط التوتر في الشرق الأوسط أو جنوب شرق آسيا، مما يعطي واشنطن يداً قوية في حماية مصالحها وحلفائها في أي من هاتين المنطقتين

العوامل المؤثرة في القرار الأمريكي بنقل بي-2 إلى غوام

العديد من العوامل تلعب دوراً محورياً في دفع الولايات المتحدة إلى إرسال قاذفات بي-2 إلى جزيرة غوام وهذه بعض منها:

• التوترات المستمرة مع إيران واحتمالية تصعيد عسكري في الشرق الأوسط
• تعزيز الوجود الدفاعي الأمريكي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لمواجهة التحديات هناك
• التعاون مع الحلفاء الإقليميين مثل اليابان وكوريا الجنوبية لضمان الأمن الجماعي
• الرغبة في استعراض القوة الأمريكية وتأكيد الالتزام بحماية المصالح الوطنية

باستخدام هذه العوامل تتطلع الولايات المتحدة إلى تشكيل منظومة ردع متكاملة تحمي العالم الحر

القاذفات بي-2 ترمز إلى القوة العسكرية الأمريكية والقدرة على الحضور المستدام والفعّال في مناطق متعددة حول العالم، ويعكس نقلها إلى غوام التزام الولايات المتحدة بتعزيز الجاهزية الدفاعية والاستعداد لمواجهة أي تهديدات محتملة، كما يمنحها تلك القدرة على المناورة السريعة والقوية بما يتناسب مع الأوضاع المتغيرة على الساحة الدولية، وبهذا يعزز تواجد هذه الطائرات في غوام الرسائل الدفاعية التي توجهها الولايات المتحدة لحلفائها وخصومها على حد سواء