«علاقة سرية» تتكشف بين قيادات حوثية والمتهم بالتخابر مع الموساد

«علاقة سرية» تتكشف بين قيادات حوثية والمتهم بالتخابر مع الموساد
«علاقة سرية» تتكشف بين قيادات حوثية والمتهم بالتخابر مع الموساد

كشفت وثيقة رسمية صادرة عن جهة رقابية يمنية، اليوم، عن وجود ارتباطات وثيقة بين عدد من القيادات الحوثية النافذة، وبين المواطن اليمني مقبل عامر المذحجي، الذي أعلنت السلطات اللبنانية مؤخراً توقيفه بتهمة التخابر مع جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد”، وتظهر هذه الوثيقة تفاصيل مثيرة عن العلاقة بين المذحجي والحوثيين، إضافة إلى دوره في تنفيذ مهام غير رسمية لصالح الجماعة، وتثير القضية الكثير من التساؤلات حول الحقيقة والمعطيات الرسمية المتوفرة، وسط جدل واسع في الأوساط السياسية والإعلامية.

شكاوى رسمية تُظهر العلاقة المشبوهة مع المذحجي

وتتضمن الوثيقة الرسمية شكاوى قدمها المذحجي شخصياً إلى عدد من الجهات القضائية والتنفيذية في مناطق سيطرة الحوثيين، في شهري فبراير ومارس 2023، قال فيها إنه كان ضالعاً في تنفيذ مهام مرتبطة بما وصفه بـ”الإصلاح المؤسسي”، وبـ”الرد على جهات معادية”، وذلك بأمر من شخصيات داخل وزارة الخارجية الحوثية، وأكدت إحدى الشكاوى أنه كان يتردد بشكل منتظم على مكتب نائب وزير الخارجية السابق، حسين العزي، ويتعامل مباشرةً مع أشخاص يعرفون بأسماء مثل “أبو هاشم” و”أبو حسين”.

وزعم المذحجي في شكواه أنه تلقى توجيهات واستخبارات مباشرة، تتضمن تسجيلات صوتية ورسائل “واتساب”، توثق تلك التكليفات، بعضها يتضمن تهديدات مباشرة أو تعليمات محددة لتلك المهام، ما يفتح الباب أمام استفسارات عدة حول مدى تورط الجماعة في هذه الأنشطة.

نزاعات داخلية وأسباب مغادرته صنعاء

كما ذكر المذحجي في شكواه الثانية أنه تعرض لمضايقات متكررة من قبل ما وصفه بـ”الأجهزة الأمنية” الموالية للجماعة، نتيجة خلافات داخلية مع بعض المسؤولين في الوزارة، مما أجبره على مغادرة العاصمة صنعاء، قبل أن يعود مرة أخرى إلى العمل مع نفس الدائرة بدعم من بعض القيادات، وأوضح أن مهماته كانت تُمنح له عبر “تكليف شفهي”، دون الحصول على أي وثائق رسمية تثبت انتماءه الوظيفي أو الصفة الرسمية، لكنه كان يحظى بحماية وتوجيهات غير معلنة من داخل الوزارات المعنية.

  • تقديم شكاوى رسمية
  • تنفيذ مهام غير رسمية
  • التعرض لمضايقات ومغادرة صنعاء
  • العودة بدعم من القيادات

التحول نحو الحكومة الشرعية ثم الانتقال إلى لبنان

وبحسب الوثيقة، فإن علاقة المذحجي مع بعض الدوائر الحوثية ظلت قائمة حتى بداية العام الجاري، قبل أن تنقلب إلى خلافات حادة أدت إلى قطع التعاون بين الطرفين، ليتجه بعدها إلى محاولة التواصل مع عدد من الجهات الحكومية في مدينة عدن، تحت سلطة الحكومة الشرعية، وهذا ما أثار وقتها استياءً لدى بعض المسؤولين، وأفادت تحقيقات لبنانية أولية بأن المذحجي اعترف بعلاقاته مع أحد المتحدثين الرسميين في الجيش الإسرائيلي.

الفترة النشاطات توجه العلاقة
قبل 2023 تنفيذ مهام لصالح الحوثيين تعاون فعّال
بداية 2023 خلافات وصراعات مع بعض المسؤولين انتهاء التعاون
لاحقاً توجه نحو الحكومة الشرعية محاولة للانتقال

جدل سياسي واتهامات متبادلة حول قضية المذحجي

ولا تزال التحقيقات اللبنانية مستمرة، ولم يصدر حكم نهائي بحق المذحجي، لكن الجدل السياسي والقضائي حول القضية لا يزال يتفاعل محلياً ودولياً، وترتفع الأسئلة حول طبيعة العلاقات التي تربط بعض الدوائر الحوثية بشخصيات مثل المذحجي، وما إذا كانت الجماعة قد استخدمته كحلقة وصل في عمليات اختراق أو تواصل غير معلن مع أطراف خارجية، مما يعيد فتح ملفات سابقة حول اختراقات محتملة داخل مؤسسات الدولة من قبل الجماعة الحوثية.