«هبوط مفاجئ» لأسعار الذهب عالميًا بنسبة 1.3% مع تصاعد الصراعات

تراجعت أسعار الذهب على المستوى العالمي بنسبة 1.3% خلال تداولات اليوم، في ظل أحداث اقتصادية وجيوسياسية متشابكة تثير الانتباه. التفاؤل السائد بسبب المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بجانب الأداء الإيجابي للدولار الأمريكي، أضعف الطلب على الذهب كملاذ آمن. على الرغم من التوترات العسكرية المستمرة بين الهند وباكستان، يترقب المستثمرون قرارات البنك الاحتياطي الفيدرالي حول مستقبل السياسة النقدية الأمريكية وتأثيرها المحتمل على الأسواق.

أسعار الذهب العالمية اليوم وتراجع العوائد

انخفضت أسعار الذهب بشكل ملحوظ، حيث سجلت أونصة الذهب أدنى مستوياتها عند 3360 دولارًا بعد أن كانت قد افتتحت اليوم عند سعر 3416 دولارًا، مما يمثل هبوطًا بنسبة 1.3%، وبالرغم من المكاسب التي حققها الذهب خلال اليومين الماضيين عند أعلى مستوى في أسبوعين مسجلًا 3435 دولارًا للأونصة، إلا أن المستثمرين تحولوا نحو الأصول ذات المخاطر العالية كالأسهم، مع انحسار الطلب على الذهب كأصل آمن. هذه التقلبات جاءت مدفوعة بأخبار المحادثات المرتقبة بين الولايات المتحدة والصين بسويسرا حول التجارة الدولية، حيث يأمل الاقتصاديون في تحقيق تقدم في جهود التهدئة بين الطرفين، لكن الشكوك حول نتائج الاتفاقات تجعل الأسواق في حالة من الترقب والحذر الكبير.

السياسة النقدية وانعكاساتها على أسعار الذهب

ينتظر المراقبون قرارات البنك الاحتياطي الفيدرالي وتأثيرها على اتجاهات الأسواق العالمية، حيث ظهر توقع كبير بالإبقاء على معدلات الفائدة الحالية دون تغيير. ومع ذلك، فإن تصريحات رئيس البنك جيروم باول تحمل أهمية بالغة لمعرفة توجهات السياسة النقدية القادمة، مع تزايد التوقعات بشأن احتمال خفض معدلات الفائدة في الأشهر القادمة نتيجة الضغوط الاقتصادية الناتجة عن ارتفاع التعريفات الجمركية والحرب التجارية المستمرة بين الصين والولايات المتحدة. من جهة أخرى، يظل الذهب شديد التأثر بمؤشرات التضخم وأسعار الفائدة، حيث أن رفعها يعزز جاذبية الملاذات الآمنة الأخرى ويلقي بظلاله على الطلب الاستثماري للذهب.

تراجع الطلب الاستثماري على الذهب عالميًا

تشير أحدث البيانات الصادرة عن لجنة تداول السلع الآجلة إلى انخفاض ملحوظ في عقود شراء الذهب بعد أن تراجعت بمقدار 18519 عقدًا خلال الأسبوع الأخير من أبريل، في مقابل انخفاض عقود البيع بمقدار 6459 عقدًا. هذا الانخفاض يعكس التباطؤ في الإقبال على الذهب كاستثمار مدفوعًا بعدة عوامل مثل تحسن أداء الدولار وارتفاع جاذبية الأسواق المالية الأخرى كالأسهم. ورغم التوترات الجيوسياسية بين الهند وباكستان، لم يظهر تأثير كبير لهذه الحوادث في دعم أسعار الذهب. بدلاً من ذلك، ساعدت التطورات الإيجابية الطفيفة في المحادثات التجارية بين العملاقين الاقتصاديين الأمريكي الصيني في جذب المستثمرين نحو أصول أكثر مخاطرة، مما يعكس تغيّر الأولويات الاقتصادية في المشهد المالي العالمي.