«الأوطان ليست مجرد حفنة تراب» – محور خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف

في سياق الاستعداد لخطبة الجمعة المقبلة بتاريخ 13 يونيو 2025، أعلنت وزارة الأوقاف أن موضوع الخطبة سيحمل عنوانًا دالًا: “الأوطان ليست حفنة من تراب”، مشيرين إلى أهمية الدور الذي تلعبه الأوطان في تشكيل الهوية والانتماء. ستتناول الخطبة ضرورة حماية الوطن من الأفكار المتطرفة، والتأكيد على أن حب الوطن جزء لا يتجزأ من الإيمان، وأن صيانة موارده وهويته الاقتصادية تُعتبر جزءًا من الولاء الوطني.

الأوطان ليست حفنة من تراب

من الأهمية بمكان أن ندرك أن الوطن ليس مجرد كومة من التراب، بل هو تاريخ وإرث يتجسد في حضارة سامقة وشعب عريق. إن المؤسسات التي تُبنى على أكتاف أبنائها، والانتصارات التي تُسطَر بدماء أبطالها، والعلماء والمبدعون الذين يساهمون في ازدهارها، كلهم يجسدون صورة الوطن الذي يعيش فينا كما نعيش فيه، التعلق بالوطن ليس مجرد مشاعر حميمة ولكنه أيضًا إحساس بالواجب تجاه الوطن، مما يعكس مدى الارتباط الوثيق بين الفرد والمجتمع والوطن.

خطبة الجمعة و حب الوطن

القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة يأتيان شواهد على عظامة الوطن وقيمته من خلال الآيات والأحاديث التي تبرز قيمة حماية الوطن والترابط الاجتماعي فيه. إن ترك الوطن يعادل الخيانة والابتعاد عن المبادئ التي تربينا عليها. إضافة إلى ذلك، فالحفاظ على الوطن يشمل الحفاظ على هويته الثقافية والدينية وكذلك كينونته الاقتصادية. هذا الحب للوطن يظهر في العمل الجاد والإتقان والحرص على مصلحة الجماعة.

رسائل مستنبطة من الأحاديث النبوية

فكرة الانتماء إلى الوطن تتجلى بصورة واضحة في تعاليم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي أظهر حبًا لا يوصف لوطنه. وكان من عادته أن يُسرع عند رؤيته لآفاق المدينة عند العودة من السفر. ويُظهر الإمام ابن حجر حديث النبي على أنه دليل واضح على مشروعية حب الوطن والحنين إليه. هذه القيم تُعتبر جزءًا من الفطرة الإنسانية التي تدعونا إلى الارتباط العميق بالأرض التي نشأنا عليها.

الوطن كائناً حياً

المفاهيم النبوية لا تقتصر على الإنسان بل تمتد إلى الجمادات والنباتات والحيوانات التي ذُكرت في الأحاديث النبوية وقدرتها على الإحساس، فالوطن يُعبر عن قيمه وأخلاقه كما يُمثل منارة للفكر والثقافة. الوطن ليس فقط مكان للعيش بل جزء من كيان الإنسان الذي يحافظ عليه وينتمي إليه بحب وولاء، كما أن الوطن لا يُعرف بحدوده الجغرافية فحسب بل بالتاريخ والذكريات المرتبطة به والتي تزدهر بعمل أبنائه المخلصين.

دور المواطن في بناء الوطن

• الإخلاص في العمل والتفاني في خدمة المجتمع
• المساهمة في الاقتصاد الوطني من خلال دعم الصناعات المحلية
• حماية المؤسسات والمرافق العامة
• التعليم واكتساب المعرفة للنهوض بالوطن

الاعتزاز بالوطن لا يتجسد في رفع الشعارات فحسب بل في العمل المستمر الذي يُبنى على الإخلاص والتفاني. إن العامل الجاد والطالب المجتهد والطبيب الحريص والمعلم المربي، جميعهم يساهمون بفاعلية في بناء الوطن ورفعته. إن هذه الجهود تُظهر عمق الولاء والانتماء للوطن الذي يستحق منا كل التفاني والعمل الدؤوب.