«عدوى التبن» تصيب «الردة».. ارتفاع جديد يهدد أسعار الدواجن واللحوم والأسماك

تعتبر ارتفاع أسعار الردة من الظواهر التي تؤثر بشكل كبير على السوق المحلية، حيث ارتفعت أسعارها الآن لتتراوح بين 12,500 جنيه إلى 13,500 جنيه للطن حسب نوعها ناعمة أو خشنة، ما يهدد استقرار أسعار الأعلاف، وهو ما ينعكس بدوره على إنتاج الدواجن واللحوم والأسماك، إذ ترتبط الردة بصناعات حيوية تستفيد منها مزارع الإنتاج الحيواني والسمكي بشكل رئيسي.

ارتفاع أسعار الردة وتأثيرها على صناعة الأعلاف

شهدت أسعار الردة ارتفاعًا كبيرًا نتيجة لنقص المعروض وشح الإنتاج، حيث أوضح الدكتور عبدالعزيز السيد، رئيس شعبة الثروة الداجنة، أن الردة هي أحد أبرز مكونات الأعلاف التي تُستخدم بشكل أساسي في مزارع الإنتاج الحيواني والداجني والسمكي، وقال إن الأسعار الحالية للردة في السوق الحرة أصبحت تتراوح بين 12,500 إلى 13,500 جنيه للطن، بينما تبقى الردة المدعومة المتاحة عبر وزارة التموين بسعر 10,000 جنيه للطن، ويأتي هذا تحت منظومة حصص وإجراءات صارمة. هذا الارتفاع في الأسعار له تأثير على ارتفاع تكلفة الأعلاف؛ مما يزيد الضغط على المزارع ويساهم في رفع أسعار الدواجن واللحوم والأسماك بالسوق المحلية.

الردة وتأثير أسعار القمح على السوق

بحسب الدكتور نادر نور الدين، الأستاذ بكلية الزراعة جامعة القاهرة، تُعد الردة منتجًا محليًا يتم استخلاصه من القمح بعد طحنه بالمطاحن، لكن انخفاض نسبة استخلاص الردة إلى 13% مقارنة بـ 18% سابقًا أدى إلى تقليل الإنتاج المتاح منها، ويرجع هذا إلى توجه المطاحن لزيادة كمية الدقيق المنتج على حساب الردة؛ كما ترتبط أسعار الردة بزيادة أسعار توريد القمح التي ارتفعت هذا الموسم لتصل إلى 2,200 جنيه للأردب بدلًا من 2,000 جنيه العام الماضي، مما جعل القمح خيارًا بديلًا للعلف بالنسبة لبعض المزارعين الذين يجدون صعوبة في توفير الردة بسعر مناسب.

تأثير ارتفاع أسعار الردة على المزارع والإنتاج المحلي

يشكو المزارعون وأصحاب المزارع الحيوانية والسمكية من صعوبة توفير الردة بأسعار مناسبة بسبب التعقيدات الروتينية المرتبطة بالحصول على الردة المدعومة، بالإضافة إلى مشاكل النقل واختلاف الأسعار بين المحافظات، حيث يمكن أن تصل الردة في المناطق الصحراوية إلى 12,000 جنيه، بينما تصل في المناطق الزراعية إلى 13,500 جنيه للطن أو أكثر، كما أن المزارعين باتوا يلجأون أحيانًا إلى استخدام القمح كبديل مكلف للعلف بسبب غلاء الأسعار؛ علاوة على ذلك، فإن زيادة أسعار الردة تضيف أعباء مالية على المنتج النهائي مثل اللحوم والأسماك، مما يتسبب في زيادة مباشرة بأسعارها ويؤثر على القوة الشرائية للمستهلكين بالسوق المحلي.

يتضح من التطورات الأخيرة أن استقرار أسعار الأعلاف، ومنها الردة، هو عامل حيوي لاستقرار قطاعات الإنتاج الحيواني والداجني، لذلك يجب اتخاذ إجراءات حكومية لدعم المزارع وتخفيف الضغوط المالية عبر تعزيز إنتاج الردة وتوفير الدعم اللازم لضمان استمرارية الإنتاج المحلي بفعالية.