«مأساة مروعة» مليشيا الحوثي تبدأ بدفن 200 جثة مجهولة الهوية بصنعاء

في حادثة جديدة تشير إلى الوضع المأساوي الذي تمر به المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، كشفت تقارير محلية عن نية المليشيا دفن نحو 200 جثة مخزنة في ثلاجات الموتى بأحد مستشفيات مدينة عمران شمالي اليمن، وهو ما يسلط الضوء على التحديات التي تواجه القطاع الصحي والقضائي في تلك المناطق، حيث يتم التعامل مع الجثث المهملة وسط تردٍّ في البنية التحتية والخدمات الأساسية.

مليشيا الحوثي وسوء إدارة القطاع الصحي في المناطق الخاضعة لسيطرتها

على مدار السنوات الماضية، تصاعدت الانتقادات الدولية والمحلية لإدارة مليشيا الحوثي للقطاع الصحي، إذ يُبرز تكدس الجثث في مستشفى “الصماد” بمدينة عمران حجم الإهمال الصحي والإداري الذي يهيمن على تلك المناطق، ووفقًا للتقارير، فإن الاجتماع الأخير الذي عقدته الجهات الحوثية المعنية داخل المستشفى، ناقش دفن 194 جثة قد تراكمت لسنوات بسبب غياب الإجراءات القانونية الكافية؛ مما أدى إلى إشغال كافة ثلاجات الموتى، وأثار ذلك العديد من التساؤلات حول الدور القضائي وضعف الرقابة على مثل تلك القضايا الجنائية.

إجراءات دفن الجثث تُبرز أزمات القضاء والشرطة في المناطق الحوثية

بناءً على المصادر الإعلامية المحلية، ستتم عملية دفن الجثث بعد إخطار وكلاء النيابة العامة ومدراء الشرطة في عمران والمديريات المجاورة، حيث يتوجب العمل على استكمال المتطلبات القانونية التي تشمل إعداد المذكرات الرسمية وتحديد أسماء أصحاب القضايا لكل نيابة، ورغم ذلك، فإن الأزمة تعكس بشكل واضح ضعف القضاء وتأجيل البت في القضايا الجنائية، وهو ما يحول دون تقديم العدالة اللازمة، كما أن الاشتباكات المستمرة بين الفصائل المختلفة والتدهور الإداري لعب دورًا كبيرًا في هذه الفوضى القضائية.

عواقب دفن الجثث: البُعد الإنساني والاجتماعي للأزمة

إن معاناة المواطنين في المناطق الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي لا تقتصر فقط على الجوانب الاقتصادية أو الخدمية، بل تمتد إلى الجوانب الإنسانية والاجتماعية، فتكدس جثث ضحايا القضايا الجنائية لسنوات دون حل أو تصرف قانوني يرفع من معاناة المجتمع ويزيد من عدم الثقة في المؤسسات العاملة، ومن الملاحظ أن دفن الجثث لا يقتصر على تلك المجهولة، بل تشمل أيضًا أشخاصًا معروفة هوياتهم؛ ما يثير القلق حول عدم تمكن ذويهم من استرداد حقوقهم أو تحقيق العدالة لهم.

في النهاية، يتطلب الوضع المأساوي في هذه المناطق وقفات جادة من المجتمع الدولي لتسليط الضوء على انتهاكات مليشيا الحوثي، مع ضرورة دعم الجهود الرامية لتحسين النظام الصحي والقضائي، لأن تجاهل مثل تلك الأزمات الإنسانية قد يؤدي إلى تعقيدات أشد تأثيرًا على حياة المدنيين البسطاء في تلك المناطق.