«ارتفاع قياسي» الذهب يتخطى 1.5% بسبب اضطرابات الأسواق والتوترات الجيوسياسية

شهدت أسعار الذهب اليوم ارتفاعاً ملحوظاً نتيجة تصاعد التوترات الجيوسياسية والاضطرابات في الأسواق المالية العالمية، خاصة بعد إعلان وكالة “موديز” خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة. دفع هذا القرار المستثمرين نحو الأصول الآمنة كالمعدن الأصفر، مع توقعات كبيرة باستمرار التقلبات وسط مراقبة دقيقة لمسار الاقتصاد الأميركي.

ارتفاع أسعار الذهب وتأثير التصنيف الائتماني

سجلت أسعار الذهب قفزة ملحوظة اليوم، حيث صعدت الأونصة إلى 3,282.60 دولاراً، بزيادة قدرها 49.10 دولاراً، وهو ما يعادل 1.52%. هذه الزيادة جاءت في أعقاب خفض وكالة “موديز” للتصنيف الائتماني للولايات المتحدة، مما أدى إلى تعزيز الإقبال على الذهب كملاذ آمن. بحسب تصريحات رافائيل بوستيك، رئيس الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، فإن خفض التصنيف قد يُحدث آثاراً ملحوظة على الاقتصاد الأميركي خلال الأشهر المقبلة، داعياً إلى مراقبة الوضع بشكل مستمر لتقييم المخاطر.
وتزامناً مع هذا الارتفاع، أظهر الذهب قدرة على التعافي من تقلبات سابقة ناتجة عن تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، والتي أظهرت قلقاً متزايداً بشأن تبعات خفض التصنيف. ورغم بعض التحركات العرضية في الأسواق، إلا أن المعدن النفيس حافظ على استقرار نسبي.

تأثير الجيوسياسة على أسعار الذهب

يلعب المشهد الجيوسياسي دوراً حاسماً في تحديد مسار أسعار الذهب، حيث ضغطت تصريحات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بشأن النزاع الأوكراني على الأسواق. كشف ترامب عن تفاصيل مكالمة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين تناولت جهود تسوية الأزمة في أوكرانيا وتهديده بالانسحاب من هذه الجهود في حالة فشلها، مما زاد من القلق في الأسواق العالمية ودفع المستثمرين نحو الذهب كخيار آمن. تأتي هذه الأحداث وسط حالة من الاضطراب الدولي، مما يعزز الطلب على الأصول الآمنة.
وعلى الصعيد الداخلي، فإن التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة ودول أخرى تسهم في تحفيز المستثمرين للبحث عن بدائل تحفظ أموالهم، خاصة مع وجود شكوك بشأن استقرار الاقتصاد الأميركي.

تطورات الأسواق وتوجهات الذهب

إلى جانب التأثيرات الجيوسياسية، لم تسلم الأسواق المالية من التأثر بالتقلبات الأخيرة في الأسواق العالمية وسندات الخزانة الأميركية. سجّلت الأسهم والعقود الآجلة انخفاضات طفيفة بنسب تقارب 0.3%، في حين شهدت أسعار الذهب لحظات من التراجع قبل أن تستعيد اتجاهها الصعودي لتغلق على مكاسب يومية. هذه التطورات تشير إلى استمرار حالة عدم اليقين والطلب المرتفع على الملاذ الآمن كالذهب في ظل تزايد التوتر العالمي.
تجدر الإشارة إلى أن حكومة الولايات المتحدة منحت مؤخراً الضوء الأخضر لتطوير منجم الذهب التابع لشركة “Perpetua Resources” في ولاية أيداهو. يحتوي المنجم أيضاً على احتياطيات معدن الأنتمون، ما يوحي باستراتيجية أميركية جديدة للاستفادة من المعادن الإستراتيجية في تعزيز قوة الاقتصاد وسط الأزمات.

بصورة عامة، تشير المؤشرات الاقتصادية والجيوسياسية إلى استمرار الطلب القوي على الذهب خلال الفترة المقبلة. وبينما تشهد الأسواق موجات من التقلبات، يبقى المعدن الأصفر خياراً رئيسياً للمستثمرين الباحثين عن استقرار في ظل الاضطرابات المتزايدة.