«استثمار ضخم».. اختبار البرمجيات وضمان الجودة يقودان الاقتصاد نحو التحول الرقمي

أصبح الاستثمار في مجال اختبار البرمجيات وضمان الجودة أحد المحركات الرئيسية لتعزيز النمو الاقتصادي في مصر. مع تصاعد أهمية البرمجيات في مختلف القطاعات وتزايد استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وأدوات الأتمتة، تتجه الأنظار إلى تحسين مستوى الجودة وضمانها، مما يُسهم في تعزيز التنافسية وفتح آفاق جديدة لتصدير خدمات تكنولوجيا المعلومات للأسواق العالمية، وجعل مصر مركزًا تقنيًا دوليًا.

أهمية اختبار البرمجيات ودوره في الاقتصاد المصري

مع استمرار التطور التكنولوجي السريع، تبرز أهمية اختبار البرمجيات كأداة حاسمة لضمان تقديم خدمات عالية الجودة ومطابقة للمعايير العالمية. هذا القطاع يساعد على تحسين كفاءة التطبيقات والمنتجات الرقمية، ويعزز من ثقة العملاء والمستخدمين في السوق المحلية والدولية. المهندس أحمد الظاهر، الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات، أكد أن هذا المجال يساهم في خلق فرص عمل جديدة، وتمكين الكفاءات المصرية للمنافسة دوليًا، حيث أصبح اختبار البرمجيات محركًا فعليًا لتطوير الاقتصاد الرقمي.

علاوة على ذلك، تشير البيانات إلى أن مركز تقييم واعتماد هندسة البرمجيات SECC قد منح أكثر من 13,600 شهادة دولية في مختلف المجالات التقنية المتطورة مثل الذكاء الاصطناعي وأمن البرمجيات، مما يعكس تطور الكفاءات المصرية بشكل ملحوظ، ويبرز دور مصر كواحدة من الوجهات المفضلة للشركات العالمية لتطوير البرمجيات.

الذكاء الاصطناعي ومستقبل اختبار البرمجيات

يشكل الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة أحد أبرز التحديات والفرص أمام قطاع اختبار البرمجيات. خلال النسخة الثالثة من “يوم اختبار البرمجيات”، أكد المشاركون أهمية دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي مع اختبار البرمجيات لتحسين الأداء وتطوير الأدوات الذكية بما يتلاءم مع احتياجات السوق. بالإضافة إلى ذلك، تمت مناقشة منهجيات DevOps ودورها في تعزيز الكفاءة وتنفيذ عمليات الاختبار بشكل مستمر وفعّال.

المؤتمر تناول أيضًا أهمية الربط بين أخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي ودوره في تحسين النماذج المستخدمة للاختبار، ما يساهم في إيجاد بيئة برمجية أخلاقية ومتقدمة. كما تم تقديم عروض حية حول الاختبار الذكي وأتمتة العمليات، ما يؤكد المزايا التنافسية لمصر في هذا القطاع.

مستقبل التعاون بين الدول العربية في اختبار البرمجيات

على هامش المؤتمر، عُقد اجتماع للمجلس المصري لاختبار البرمجيات، ودار النقاش حول التوسع في التعاون الإقليمي مع دول عربية أخرى مثل الإمارات والسعودية. تم التركيز على تطوير اختبارات خاصة بالتكنولوجيا المالية وتعزيز جهود التعريب لاختبارات تتماشى مع الثقافة العربية.

ومن المقرر أن تنطلق نسخة موسعة من “يوم اختبار البرمجيات” تشمل مشاركة الدول العربية، لتعزيز التعاون الإقليمي وتنمية قطاع البرمجيات العربي. يُعد هذا خطوة هامة نحو بناء مجتمع تقني عربي موحد يُسهم في مواجهة تحديات السوق العالمي، مع التركيز على تقديم برامج تدريبية موسعة واعتماد مزيد من الشهادات العالمية للمهنيين والطلاب على السواء.

وبهذا، يصبح الاستثمار في اختبار البرمجيات وضمان الجودة ليس مجرد خيار، بل ضرورة لتعزيز مكانة مصر والدول العربية على خارطة التكنولوجيا العالمية.