
يشهد اليمن منذ عقود تحديات سياسية وأزمة وطنية تهدد بقاءه كدولة موحدة وذات سيادة، فقد مرت مراحل قاسية وشهدت انقسامات حادة بين الأطراف المختلفة، مما أدى إلى صراع سياسي واجتماعي متجذر، الذي استفادت منه قوى هدامة لتتسلل داخل المشهد تحت عباءة الشعارات والمصالح الحزبية الضيقة. هذا المقال سيسلط الضوء على الأخطاء التي تكررت، ويطرح تساؤلات مشروعة: هل يمكن البناء دون هدم الدولة؟
الأحزاب السياسية في اليمن ودورها في الأزمة
شهدت اليمن تأسيس عدد كبير من الأحزاب السياسية تحت مظلة الديمقراطية، إلا أن تلك الديمقراطية كانت مشوهة وغير قائمة على مبادئ وطنية صلبة؛ إذ غلب الولاء الحزبي والقبلي على الوطني، مما أدى إلى حالة مستديمة من الانقسامات. كل حزب كان يعمل من أجل مصلحته الخاصة وليس لمصلحة اليمن الموحد، مما أسهم في تفتيت النسيج الاجتماعي والسياسي وتهيئة الأرضية للإمامة الجديدة كي تتسلل كمرض ينخر في جسد الوطن، حيث استغلت الفوضى وانعدام القيادة الموحدة لتوسع نفوذها.
دروس من الماضي: إسقاط النظام وتأثيره على اليمن
بحلول عام 2011، اجتمعت القوى السياسية والشعبية على إسقاط نظام اعتُبر فاشلًا وفاسدًا، إلا أن ذلك السعي لتحقيق العدالة والحرية انتهى بانهيار شامل لمقومات الدولة. لم يكن هناك خطط استراتيجية للحفاظ على اليمن كدولة أو على مؤسساته السيادية، وانقلب الجميع على أنفسهم في دوامة صراعات حزبية ومصلحية ضيقة، مما جعل البلد فريسة سهلة للقوى التي لا تسعى إلا إلى استغلال الانقسام وإضعاف الشرعية. التاريخ يُظهر أن تلك المرحلة ساهمت في تعزيز الانهيار بدلًا من الإصلاح، مما يجعلنا نتساءل: هل تعلّم الساسة من الدرس؟
لا لهدم الدولة باسم الإصلاح
رغم كل العيوب التي يعاني منها النظام الحالي من فساد وضعف بالأداء، فإن هدم الدولة لا يُعد حلًا، بل كارثة تعيد السيناريو الأسوأ إلى الواجهة. يجب أن يتكاتف الجميع حاليًا لدعم الشرعية ومجلس القيادة، بدلًا من تمزيق ما تبقى من هيبة الدولة ورمزيتها. دعم الإصلاح لا يعني فتح المجال للفوضى بل يتطلب موقفًا وطنيًا حازمًا يتمثل في تعزيز القانون وتقديم الحلول السلمية البناءة. يتوجب على الجميع التركيز على استغلال الدعم الإقليمي والدولي الذي لا يزال يقف بجانب الشرعية اليمنية، وتحويل الجهود نحو مواجهة العدو المشترك بدلًا من الاقتتال الداخلي.
اليوم، بات من الضروري أن يُراجع الساسة مواقفهم ويتخذوا خطوات تعزز من وجود الدولة وقوتها، فالبديل ليس أفضل، بل قد يعيد الجميع إلى مربع الاستعباد والإذلال. اليمن بحاجة إلى رؤية موحدة تُخرج البلاد من أزمتها المستمرة، وليس إلى أنانية سياسية وأهداف حزبية ضيقة. علينا أن ننظر للمستقبل بعقلانية وضمان أن تكون أخطاء الماضي دروسًا يجب تجنبها لتنعم اليمن وشعبها بالاستقرار.
تردد قناة وناسة 2025 الجديد.. استمتع بأغاني الفرحة والضحك طوال اليوم
«فرصة ذهبية» للتسجيل في برنامج حافز 1446: الشروط وطريقة التقديم للعاطلين
بيراميدز يقرر مقاطعة اجتماع رابطة الأندية وفقاً لمصدر ليلا كورة
تحديث منتصف تعاملات اليوم: أسعار الذهب في مصر والعالم ليوم الثلاثاء 10 يونيو 2025
موقف محمد هاني من المشاركة أمام البنك الأهلي يتحدد قبل لقاء الأهلي
«تراجع جديد».. سعر الدولار اليوم في مصر الثلاثاء 13 مايو 2025
الفاتيكان يقطع الاتصالات والإنترنت غدًا تحضيرًا لاختيار البابا الجديد
مباراة نارية في الأفق بين فرنسا وإسبانيا في نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية