«صدمة مؤقتة» الذهب يتراجع لأدنى مستوى بفعل التوترات الجيوسياسية

الذهب يتراجع لأسوأ أداء أسبوعي وسط زخم التوترات الجيوسياسية بين الدول وتأثيراتها العالمية على الأسواق، حيث شهدت الأسعار هبوطًا ملحوظًا خلال تداولات الأسبوع الماضي. يأتي هذا في ظل التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، إلى جانب تباطؤ التوقعات حول خفض الفائدة الأمريكية مما أدى إلى تراجع دور الذهب كملاذ آمن مؤقتًا.

الذهب ينخفض وعقود آجلة في تراجع مستمر

سجل سعر الذهب انخفاضًا واضحًا في بداية الأسبوع، حيث بلغ سعره الفوري 3350 دولارًا للأوقية، فيما تراجعت العقود الآجلة للذهب الأمريكي ليصل سعرها إلى 3366 دولارًا. يعتبر هذا الأداء الأسوأ للمعدن النفيس منذ أكثر من شهر، حيث وصل الانخفاض الإجمالي خلال الأسبوع إلى نسبة 2.4% مع انتهاء الأسبوع الجاري.

فتور في المخاوف الجيوسياسية وتأثيرها على الذهب

الإعلانات الأمريكية حول إمكانية التدخل العسكري في إيران جاءت بردود فعل تراجعية في الأسواق، مما خفف من التوترات الجيوسياسية وأضعف شهية الاستثمار للذهب. الرئيس دونالد ترامب أعلن عن مهلة لاتخاذ القرار، مما منح للأسواق فرصة لالتقاط الأنفاس، حيث قال نيتيش شاه من «ويزدم تري»: “هذه المهلة تشير إلى فترة من الاستقرار المؤقت قبل أي تصعيد محتمل”.

الدولار القوي يزيد الضغط على الذهب

سجل الدولار الأمريكي ارتفاعًا ملحوظًا هذا الأسبوع، مما جعله الأكثر استقرارًا منذ فترة طويلة. هذا الارتفاع جعل الذهب أكثر تكلفة بالنسبة للمستثمرين الذين يحملون عملات أخرى، مما أدى إلى مزيد من الضغوط البيعية على الذهب. الدعم التقني المتوقع للذهب يتراوح بين 3320 دولارًا و3245 دولارًا، خاصة إذا استمرت قوة الدولار.

المعادن الأخرى وتباين أدائها

في أسواق المعادن الثمينة الأخرى، شهد بعضها انخفاضًا متفاوتًا، بينما ارتفع البعض الآخر:

• الفضة: تراجعت بنسبة 1% إلى 36.01 دولار للأوقية.
• البلاتين: انخفض بنسبة 1.4% ليصل إلى 1289 دولارًا للأوقية.
• البلاديوم: ارتفع بنسبة طفيفة 0.1% إلى 1051 دولارًا.

وهناك توقعات من المحللين بوجود دعم تقني يمكن أن يستقر الذهب عنده قريبًا، وإذا تخطت الأسعار هذه المستويات فقد يستمر في الهبوط. يقول أولي هانسن من ساكسو بنك: “رغم الانخفاضات الأخيرة، هناك احتمالية للتعافي إذا تحول المستثمرون إلى الشراء عند مستويات الدعم”.

تستمر الأسواق في ترقب التطورات الجيوسياسية والاقتصادية وتأثيراتها على سلوك المستثمرين. معظم المحللين يتوقعون أن الأوضاع قد تبقى غير مستقرة على المدى القصير، مما قد يفرض تحديات جديدة على الأسواق العالمية وعملية تسعير الذهب والعملات الأخرى.