«شاهد» أول فيديو للغارات الإسرائيلية يستهدف موانئ الحديدة في اليمن

في أول تطور عسكري من نوعه، أعلن الجيش الإسرائيلي عن تنفيذه سلسلة غارات جوية استهدفت مواقع توصف بأنها تابعة لجماعة الحوثيين في محافظة الحديدة غربي اليمن، وذلك ردًا على إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي استهدف مطار بن غوريون. هذه الغارات أسفرت عن تدمير منشآت متعددة تشمل ميناء الحديدة ومصنعًا للإسمنت، وأثارت ردود فعل واسعة.

الغارات الإسرائيلية على الحديدة: تفاصيل العملية

وفقًا للجيش الإسرائيلي، تم شن العملية باستخدام قرابة 30 طائرة مقاتلة، حيث تم تنفيذ الهجمات على مدار ثماني موجات متتالية وأسقطت 48 قنبلة على أهداف مختلفة، من بينها أرصفة ميناء الحديدة ومواقع لوجستية صناعية مرتبطة بالحوثيين. وأكدت مصادر صحافية أن الهجمات تمت بالتنسيق مع الولايات المتحدة، رغم عدم مشاركتها المباشرة، لكنها كانت على علم مسبق بالتنفيذ، وأظهرت فيديوهات تم تداولها على الإنترنت ألسنة لهب وأعمدة دخان كثيفة تعلو المواقع التي تم استهدافها.

دلالات وأهداف ضرب إسرائيل لمنشآت الحوثيين

تشير التحليلات إلى أن هذه الغارات تحمل رسالة قوية من إسرائيل، حيث تعتبرها ردًا مباشرًا على استهداف مطارها الدولي بصاروخ فرط صوتي أطلقته جماعة الحوثيين، وتظهر أيضًا استعداد إسرائيل للانتقال إلى الهجوم المباشر على الأراضي اليمنية. وقد وصفت الصحف الإسرائيلية مثل “جيروزاليم بوست” و”يسرائيل هيوم” الهجوم بأنه تغيير في المعادلة مع الحوثيين، مما يعكس تصعيدًا جديدًا في المنطقة. المصادر الأمنية الإسرائيلية أوضحت أن الاستهداف يهدف إلى تقليص قدرات الحوثيين التي تمثل تهديدًا أمنيًا مباشراً.

ردود الأفعال والتصعيد المحتمل بعد غارات الحديدة

وسائل الإعلام التابعة لجماعة الحوثيين وصفت العملية بأنها “عدوان أمريكي إسرائيلي مشترك”، مشيرة إلى استهداف مواقع صناعية ومديرية باجل بمحافظة الحديدة. كما أكد المصدر الأمني الإسرائيلي لقناة 14 أن هذه الغارات لن تكون الأخيرة وأن إسرائيل مستعدة لأي رد محتمل من الحوثيين. من جهتها، أعلنت جماعة الحوثيين أن الضربة الصاروخية التي استهدفت مطار بن غوريون أصابت هدفها بدقة. هذه التصريحات المتبادلة تعكس احتمالية تصعيد أوسع قد يشمل مواجهات أخرى في البحر الأحمر، مما يزيد من تعقيد الأوضاع الإقليمية.

إن استمرار هذه الغارات ونتائجها على الأرض يثير تساؤلات حول مستقبل الأوضاع في اليمن وتصعيد الصراع بين الأطراف ذات النفوذ الإقليمي. في ظل هذه الأجواء، يتعين متابعة تطورات الأحداث عن كثب لتقييم تأثير تلك العمليات في المنطقة.