«دور محوري».. مصر تتصدر المشهد في دعم بناء مؤسسات القارة الأفريقية

«دور محوري».. مصر تتصدر المشهد في دعم بناء مؤسسات القارة الأفريقية
«دور محوري».. مصر تتصدر المشهد في دعم بناء مؤسسات القارة الأفريقية

يعد يوم إفريقيا الذي يُحتفل به سنويًا في الخامس والعشرين من مايو مناسبة رمزية تعبر عن ارتباط مصر التاريخي والاستراتيجي بالقارة الإفريقية، وهو اليوم الذي شهد تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية عام 1963، والتي أصبحت فيما بعد الاتحاد الإفريقي. يمثّل هذا الاحتفال فرصة لتجديد الالتزام تجاه القارة التي تزخر بفرص استثمارية وتنموية واسعة، ولتعزيز الشراكات بين شعوبها.

يوم إفريقيا: مظلة تجمع الإرادة الإفريقية

تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية عام 1963 كان بمثابة محطة تاريخية في مسيرة الشعوب الإفريقية نحو التحرر والوحدة، وتجلت إرادة هذه الشعوب في تجاوز عقبات الاستعمار والانطلاق نحو بناء منظومات تحكمها أهداف نبيلة كتطوير الاقتصاد وتعزيز السلام بين الدول الإفريقية. وكانت مصر من أوائل الدول التي ساندت هذه الحركة القارية، حيث لعبت دورًا رياديًا في دعم حركات التحرر وتقديم الدعم السياسي والاقتصادي للدول الناشئة، وأسهمت خبرات القاهرة في إحراز تقدم في تشكيل الهيئات القارية وتنفيذ مبادرات محورية.

التحديات الراهنة والقوة الكامنة للقارة الإفريقية

رغم الفرص الواعدة التي تقدمها القارة الإفريقية، تواجهها العديد من التحديات مثل النزاعات المسلحة، وأزمات المناخ، وتراجع الأمن الغذائي. هذه المعوقات تستدعي تضامنًا إفريقيًا لتعظيم الاستفادة من موارد القارة الهائلة، حيث تمتلك إفريقيا احتياطات ضخمة من الثروات الطبيعية والبشرية. بالإضافة إلى ذلك، يجب العمل على تطوير الأطر السياسية والاقتصادية التي تسهم في خلق بيئة استثمارية قوية تحقق التكامل بين الدول الإفريقية، بما يدفع نحو تنمية مستدامة وتمكين الشعوب من تحقيق الرفاهية والعدالة الاجتماعية.

دور مصر في دعم القارة الإفريقية

مصر، بقيادتها السياسية ودبلوماسيتها الحكيمة، أثبتت دائمًا التزامها بدعم إفريقيا عبر تكثيف التعاون في مجالات عديدة كالأمن، ومكافحة الإرهاب، وتعزيز التعليم والتكنولوجيا. تؤدي مصر دورًا حيويًا في دفع عجلة التكامل الاقتصادي الإفريقي من خلال دعم تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة القارية، وهي مبادرة استراتيجية تستهدف تحرير الأسواق بين الدول الإفريقية وتمكين الشركات من النمو. كما تسعى مصر لتطوير مشروعات البنية التحتية والربط القاري لضمان تحقيق فوائد مشتركة لدول القارة.

يوم إفريقيا هو أكثر من مجرد ذكرى سنوية. إنه فرصة تُجدد العهد لتعزيز التضامن والشراكة بين الشعوب الإفريقية وقياداتها. بتهيئة بيئة تدعم الاستثمار والتعليم، والعمل على تسوية النزاعات، يمكن للقارة أن تحقق نقلة نوعية نحو مستقبل مشرق يليق بشعوبها. مصر، بمواقفها التاريخية وتجاربها التنموية، ستظل شريكًا أساسيًا في بناء إفريقيا مزدهرة وقوية تتجه نحو تحقيق الرخاء والسلام لشعوبها جميعًا.