«تطور الأسعار» تراجع النفط عالميًا ما السبب الحقيقي خلف انخفاضه؟

وسط تصاعد حدة التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وتذبذب المواقف الأمريكية بشأن التدخل العسكري، شهدت أسواق النفط تراجعاً ملحوظاً، مدفوعة بحذر المستثمرين وترقبهم لأي تصعيد قد يُهدد استقرار الإمدادات العالمية، انعكس هذا القلق جلياً على تذبذب أسعار النفط العالمية.

تراجع أسعار النفط العالمي

انخفضت أسعار النفط خلال تعاملات صباح الخميس، مع تزايد حالة القلق في الأسواق العالمية جرّاء الغموض السياسي في ملف الصراع بين إسرائيل وإيران، وتحديداً بعد أن أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصريحات متضاربة بشأن إمكانية تدخل بلاده في هذا الصراع الذي دخل أسبوعه الثاني، يتساءل المحللون عن الكيفية التي قد تؤثر بها هذه التصريحات على الأسواق، مع ملاحظة تأثيرها المحتمل على استقرار العرض والطلب في قطاع النفط.

خام برنت يسجّل 76.49 دولارًا للبرميل

سجل خام برنت انخفاضًا طفيفًا بلغ 20 سنتاً أو بنسبة 0.27%، ليستقر عند 76.49 دولارًا للبرميل، رغم صعوده السابق بنسبة 0.3% خلال جلسة الأربعاء، والتي اتسمت بالتقلبات العنيفة وتراجع خلالها السعر بنسبة وصلت إلى 2.7%، يُعزى هذا التقلب إلى حالة عدم اليقين المحيطة بالوضع الجيوسياسي، الذي يُثير قلق المستثمرين ويدفعهم نحو اتخاذ موقف حذر.

غموض المشهد الجيوسياسي

أما الخام الأمريكي “غرب تكساس الوسيط”، فاستقر عند 75.10 دولارًا للبرميل، بعد أن أنهى جلسة أمس بارتفاع طفيف بلغ 0.4%، عقب تراجع سابق بنسبة 2.4%، مما يعكس حالة التذبذب الحادة التي تخيم على الأسواق في ظل الأحداث الجيوسياسية المتلاحقة، وفي مؤتمر صحفي، رفض الرئيس الأمريكي تحديد موقف واضح بشأن انضمام واشنطن إلى أي تحرك عسكري مباشر ضد طهران، ما زاد من الترقب في الأسواق حول مستقبل النزاع وإمكانية توسعه في المنطقة، الذي يُثير مخاوف كبيرة بشأن أمن الطاقة، خصوصًا في ظل وجود مضيق هرمز الحيوي، الذي يعبر منه نحو 19 مليون برميل يوميًا من النفط الخام ومشتقاته.

• مضيق هرمز يعتبر نقطة استراتيجية هامة تمر عبرها ناقلات النفط الدولية
• أي تصعيد في هذه المنطقة يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار النفط
• التوترات السياسية تؤثر مباشرة على استقرار الأسواق العالمية
• المستثمرون يراقبون عن كثب التطورات في الشرق الأوسط

ويُحذّر محللون من أن أي تصعيد عسكري أمريكي قد يتسبب في اضطرابات خطيرة تهدد سلامة منشآت الطاقة وممرات الشحن، خصوصًا مع دور إيران كمصدر رئيسي في “أوبك” بإنتاج يبلغ 3.3 مليون برميل يوميًا، وفي تطور آخر، أبقى مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على أسعار الفائدة دون تغيير، لكنه أشار إلى إمكانية خفضها مرتين قبل نهاية العام، بهدف دعم النمو الاقتصادي، هذا القرار قد يدفع باتجاه زيادة الطلب على النفط، لكنه يفتح في المقابل بابًا لضغوط تضخمية إضافية، الأمر الذي قد يضع تحديات جديدة أمام الأسواق في مواجهة التوترات الجيوسياسية المستمرة.