«تشويق غير» إيران بعد حزب الله مصير مشترك في لعبة القوى المعقدة

«تشويق غير» إيران بعد حزب الله مصير مشترك في لعبة القوى المعقدة
«تشويق غير» إيران بعد حزب الله مصير مشترك في لعبة القوى المعقدة

حزب الله اللبناني يشكل واحدًا من النماذج البارزة في الساحة السياسية العربية، إذ لعب دورًا محوريًا في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، حيث استطاع تحرير الجنوب اللبناني عام 2000 وهذا ما أكسبه شعبية كبيرة، لكن ومع مرور الوقت فقد بدأ الحزب يتحول إلى لاعب داخلي مثير للجدل بفعل تورطه في السياسة الداخلية اللبنانية والذي أدى إلى فقدانه لبعض من دعمه الشعبي. في ظل الأوضاع المتغيرة في المنطقة، يطرح السؤال عما إذا كانت إيران، التي دعمت الحزب لسنوات، قد تسير في المسار ذاته حيث تبدأ بالتوسع والنفوذ ثم تنتهي بالتآكل.

حزب الله: رحلة من المقاومة إلى التورط

البداية كانت في بيئة المقاومة عقب الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، حيث نشأ حزب الله في ظل تلك الظروف حاملًا أيديولوجيا إسلامية قوية متأثرًا بإيران بعدما تمكن من إكتساب شرعية كبيرة بفضل مواجهته لإسرائيل، خاصة بعد تحرير الجنوب اللبناني عام 2000 وما تبع ذلك من صمود في حرب تموز 2006 التي زادت من شعبيته كثيرًا، لكن تغيرت الأمور بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في عام 2005، حيث وُجهت أصابع الاتهام إلى الحزب مما فتح أبواب الانقسام الداخلي كذلك فإن تدخله في الحرب السورية عام 2012 شكل بداية النهاية لصورته كنموذج للمقاومة الشريفة.

  • تشكيل حزب الله ونشأته عقب الاجتياح الإسرائيلي
  • اكتساب الشرعية بمواجهة إسرائيل
  • لحظة اغتيال رفيق الحريري والتغيرات الناتجة

التورط السياسي والأزمات

خلال السنوات الأخيرة انكشف دور الحزب في السياسة الداخلية اللبنانية فيما تحول سلاحه من أداة للمقاومة إلى وسيلة للضغط الداخلي، كما تورط اسمه في قضايا عديدة مثل القمع والهيمنة على القرار السياسي، الشيء الذي ساهم في تقليص الدعم الشعبي له حتى داخل طائفته مع تزايد الانتقادات في ظل الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي يمر بها لبنان، وأصبحت الدولة في حالة استنزاف اقتصادي، في نفس السياق ارتبط الحزب ببعض الشبكات غير القانونية مثل تهريب الأموال وتبييضها.

إيران: تجربة مشابهة على مستوى دولة

إيران بعد ثورة 1979 رفعت شعار دعم المستضعفين الأمر الذي جعلها تؤسس شبكة نفوذ إقليمي واسعة وخاصة في دول مثل العراق وسوريا واليمن ولبنان، فباتت تعتبر قلعة للمقاومة في وجه التدخلات الخارجية، لكن السياسة الإيرانية في المنطقة لم تخلُ من التورط الاقتصادي والعسكري في تلك الدول والذي انعكس سلبًا على الوضع الداخلي هناك كما أن العقوبات الاقتصادية الأمريكية والأوروبية على إيران تسببت في انهيار اقتصادي واضح وظهور حالة من النقمة الشعبية المتزايدة.

الحزب/الدولة الصعود التورط التآكل
حزب الله مواجهة إسرائيل الحرب السورية فقدان الدعم الشعبي
إيران تصدير الثورة التدخل العسكري الإقليمي أزمات داخلية واقتصادية

من الجدير بالذكر أن مقارنة حزب الله وإيران تبرز تشابهات واضحة ففي الوقت الذي اعتمد فيه الحزب على السلاح والإعلام، اعتمدت إيران على الحرس الثوري وشبكة الوكلاء الإقليميين لكلاهما، ولكن تآكل الخطاب الأخلاقي كان مشتركًا مما أثار اتهامات بالفساد واللجوء للقمع لتحقيق السيطرة بالنهاية، ما يتضح هنا هو أن تجاهل الأزمات الداخلية لأجل مغامرات الخارج قد يؤدي إلى التآكل الداخلي.