«الفضة والذهب».. هل تغيّر الفضة موازين الزينة والخزينة في الأردن؟

«الفضة والذهب».. هل تغيّر الفضة موازين الزينة والخزينة في الأردن؟
«الفضة والذهب».. هل تغيّر الفضة موازين الزينة والخزينة في الأردن؟

تشهد الأسواق الأردنية تحولًا ملحوظًا في توجهاتها الاقتصادية مع الارتفاع الكبير في أسعار الذهب، إذ أصبحت الفضة بديلًا اقتصاديًا يجذب الكثير من الناس، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية المستمرة، حيث يوفر هذا المعدن الثمين خيارًا عمليًا للزينة والادخار بأسعار تنافسية مقارنة بالذهب، وهو ما صنع منه خيارًا مقبولًا لدى العديد من الأفراد، لاسيما الشباب المقبلين على الزواج.

الفضة في الأردن: بديل اقتصادي للذهب

مع استمرار ارتفاع أسعاره عالميًا، بلغ سعر أونصة الذهب حوالي 3550 دولارًا، في حين تتراوح أسعار أونصة الفضة بين 30 و34 دولارًا فقط، مما جعل الفضة خيارًا عمليًا وشعبيًا للاستخدام في الزينة ، ومعالجة الفجوة الاقتصادية، إذ يشير خبراء في مجال الحلي والمجوهرات إلى أن الطلب على الفضة يزداد تدريجيًا في الأردن بسبب استيرادها من دول متخصصة مثل تركيا وإيطاليا وسويسرا، سواء على شكل سبائك أو مصوغات أنيقة.
هذه الفجوة الكبيرة بين أسعار الذهب والفضة دفعت الأردنيين للتكيف مع الظروف الاقتصادية الصعبة من خلال البحث عن خيارات أكثر مرونة تمكّنهم من تحقيق رغبات الزينة والاستثمار بتكاليف أقل.

الفضة في الزواج.. رمزية اقتصادية متزايدة

حافظت الفضة على دورها الاجتماعي كبديل عملي في أوقات الأزمات الاقتصادية، حيث نمت الدعوات إلى اعتمادها كرمز في مناسبات الزواج بدلًا من الذهب، كما يُلاحظ أيضًا أن هناك توجهًا نحو تحديد مبالغ مالية ثابتة كبديل للهدايا التقليدية التي عادة ما تكون مكلفة للشباب المقبلين على الارتباط، هذا التحول لا يساعد فقط في تخفيف العبء المالي عن العائلات، بل يسهم أيضًا في الحفاظ على رمزية القيم الاجتماعية المرتبطة بمراسم الزواج.
تلك الدعوات تأتي لتعكس رغبة قوية في تخفيف الأعباء المادية دون المساس بالقيم المعنوية، لتصبح الفضة خيارًا معقولًا ومتوافقًا مع الأوضاع الاقتصادية الراهنة.

هل الفضة هي الذهب الجديد؟

على الرغم من زيادة شعبية الفضة كحل اقتصادي، إلا أنها لا تزال تواجه تحديات عديدة، حيث لا تُعتبر بديلاً كاملًا للذهب من حيث مكانته الاقتصادية والاستراتيجية، كما أشار الخبراء إلى أنها خيار جيد للزينة أو الادخار المحلي، ولكنها تفتقر إلى اعتراف دولي كمخزن قيمة استثماري أو أصل احتياطي معتمد لدى البنوك المركزية، ومع ذلك يتزايد الإقبال على سبائك الفضة عالميًا مع توقعات بارتفاع أسعارها مستقبلًا، الأمر الذي قد يعزز مكانتها في السوق الأردني.
ختامًا، تشكل الفضة اليوم خيارًا واقعيًا وضروريًا في ظل التحديات المعيشية، فهي تمنح الأردنيين وسيلة اقتصادية للحفاظ على التقاليد، بينما تنتظر الأسواق إجابة حاسمة: هل ستحل الفضة يومًا مكان الذهب بشكل أوسع أم ستحتفظ بدورها كبديل اقتصادي فقط؟