التهتموني: مشروع نقل جديد بين المحافظات بترددات منتظمة وأجور مدعومة

تعتبر الحكومة الأردنية تطوير قطاع النقل العام أحد الأولويات الوطنية لتحسين جودة الحياة وتعزيز الاستدامة الاقتصادية، وفي هذا الإطار، أكدت وزيرة النقل المهندسة وسام التهتموني أهمية تنفيذ مشروع استراتيجي يشمل منظومة متكاملة للنقل العام بين العاصمة عمان والمحافظات، يهدف المشروع لتقديم خدمة نقل آمنة وفعالة مع الحفاظ على تكاليف ميسورة للمستخدمين ودعم التوسع الحضري المستدام.

أهمية تطوير النقل العام في عمان والمحافظات

يمثل تطوير النقل العام في الأردن خطوة مهمة لتحسين حياة السكان، إذ يساعد المشروع الجديد على تقليل الاعتماد على المركبات الخاصة التي تساهم بشكل كبير في زيادة الازدحامات المرورية واستهلاك الوقود، إضافة إلى تعزيز البنية التحتية للنقل عبر استخدام أنظمة ذكية مثل الدفع الإلكتروني وكاميرات المراقبة وأنظمة التتبع، ويتمثل البعد الاجتماعي في تحسين الوصول إلى الخدمات والمرافق، مما ينعكس إيجابيًا على الاقتصاد المحلي.
يركز المشروع في مرحلته الأولى على تحسين خدمات النقل في محافظات السلط، إربد، جرش، والكرك، ما يعكس توجهاً حكومياً لاستفادة المجتمعات المحلية بشكل مباشر من المشروعات التنموية، مع خطط مستقبلية لتوسيع نطاق الخدمة بهدف تحقيق تغطية وطنية شاملة.

مزايا وتحديات مشروع النقل العام الجديد

يأتي هذا المشروع الجديد بعد دراسة شاملة للتحديات التي تواجه قطاع النقل في المملكة، حيث يمثّل توفير حافلات بترددات ثابتة خطوة هامة لتعزيز انتظام الخدمة وضمان راحة المستخدمين، إضافة إلى تقليل إثارة المشكلات المرورية، بينما يتم تقديم دعم حكومي لتغطية الفروقات التشغيلية لتعزيز استدامة المشروع اقتصادياً.
من جهة أخرى، يواجه المشروع بعض التحديات مثل ضمان التزام المشغلين بالجودة المطلوبة وتنظيم التطبيقات الذكية للتوصيل، حيث أكدت الوزيرة وسام التهتموني أن الهيئة تعمل حاليًا على مراجعة التشريعات واللوائح لضمان عدالة المنافسة بين جميع الأطراف المعنية.

رؤية مستقبلية لتعزيز النقل المستدام

تمثل خطط الحكومة الأردنية ومشروعاتها في النقل العام ترجمة مباشرة للرؤية الملكية التي تركز على تكامل الجهود بين المجتمع المحلي والقطاع الخاص، مما يساهم في تحسين تنافسية قطاع النقل بالمملكة، وتشير هذه الرؤية إلى أهمية الاستثمار في البنية التحتية والتكنولوجيا لتعزيز كفاءة هذا القطاع.
وفقاً للتصريحات الرسمية، من المتوقع أن يبدأ التشغيل التجريبي للحافلات الجديدة في يونيو 2025، يليه تدشين التشغيل الرسمي خلال يوليو وأغسطس، ما يعكس التزاماً واضحاً بإيجاد حلول عملية ومستدامة للنقل العام.

بهذا المشروع، تسعى الحكومة لخلق بيئة تدعم النقل المستدام مع تقديم حلول شاملة تتواكب مع التطور التكنولوجي والوصول إلى مستقبل أفضل لقطاع النقل في الأردن، وسيظل تنفيذ المشروع بنجاح اختباراً لنموذج التعاون بين الحكومة، القطاع الخاص والمجتمع.